تشهد القارة القطبية الجنوبية تحولًا ملحوظًا، مع انخفاض مستوى الجليد البحري خلال شهور الشتاء وتوسع كبير في النباتات نتيجة لارتفاع درجات الحرارة. لقد وصلت كمية المياه البحرية المتجمدة على سطح المحيط إلى مستوى قياسي منخفض في نهاية الشتاء الجنوبي الأخير، مما يمثل السنة الثانية على التوالي من المستويات القياسية منخفضة. وذكرت المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلج والجليد أن مستوى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية وصل إلى ثاني أدنى مستوى له في سجل الأقمار الصناعية الممتد لأكثر من أربعة عقود، وهو 17.2 مليون كيلومتر مربع.
هذا الانخفاض يعادل مساحة تقريبًا ثلاث مرات حجم فرنسا الكبيرة بالمقارنة مع التغطية المتوسطة للجليد. تشير التقلبات الفصلية للجليد البحري، الذي ينمو في الشتاء ويذوب في الصيف، الآن إلى تقلص قريب نظرًا لاقتراب نصف الكرة الجنوبي من فصل الصيف.
على الرغم من قلق العلماء بشأن مستقبل القارة القطبية الجنوبية، فإن توسع النباتات على القارة تطور مهم يثير تساؤلات حول الديناميات البيئية والمناخية للمنطقة. يعد الانخفاض في مستوى الجليد البحري أمرًا حاسمًا لأنه له آثار على تنظيم درجات الحرارة العالمية والسيطرة على مستوى سطح البحر، نظرًا للدور الهام الذي تشغله المنطقة القطبية الجنوبية في هذه العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الانخفاض في مستوى الجليد البحري إلى تغيير الخصائص الانعكاسية للمنطقة، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الحرارة من قِبل المحيطات ومساهمة إضافية في تغير المناخ.